ثلوثية د. محمد المشوح
في



الأخبار
بعد أن أفسدت عليه مذاق الكرسي الوثير قبل ترك الوزارة
بعد أن أفسدت عليه مذاق الكرسي الوثير قبل ترك الوزارة
«محنة الدمج» تطارد الرشيد في «ثلوثية المشوّح» وتكاد تبكيه!
11-03-2011 05:38 PM
الحياة 23 / 11 / 2006 م الرياض - مصطفى الأنصاري

عزف وزير المعارف السابق محمد الرشيد أوتاراً حزينة على مدى ساعتين، وهو يطوف سريعاً على أطلال ذكرياته، على هيئة لقطات خص بها رواد منتدى «ثلوثية المشوح» في حي الغدير شمال الرياض.
لكن إشارات الرشيد - على سرعتها - أخذت طابع «الصراحة»، الذي قيل أنه كأن أحد عوامل الإخفاق الذي اتهم به الوزير، الذي يوصف بـ «الإسلامي الفكر الليبرالي الهوى»، فهو أقر للحضور بأن محنته «كأنت الدمج بين رئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف، أنذاك، على رغم أن القرار اتخذه ولي الأمر، ولم يكن لي يد فيه ولا مشورة، لكن ذلك لم يحل دون اتخاذي موضوعاً لخطب الجمعة للعشرات من الأئمة، الذين لم يتورع بعضهم عن وصفي بالذي لا يؤتمن على عرض ولا تبرأ به الذمة»!
ويمضي الرشيد يقلّب مواجع ذلك العهد، الذي اعتبره ضمناً أحلك مرحلة مرت به في حياته المثالية نوعاً ما، ويضيف: «تجاوز الأمر حدود اللياقة والمروءة في تلك المحنة، حتى أن أحدهم استوقفني وأنا عائد من جنازة أحد الأقرباء، وخاطبني بحدة قائلا: تأمّل في الحفرة التي دفن فيها الميت، أنها مصيرك، وبعدها النار وبئس القرار. وكأن معي أخي عبدالله الذي حاول التعامل مع الموقف بغلظة فنهيته».
المحاضر أورد الموقف مع خصوم الدمج ليدلل به على عبارة رددها كثيراً: «من دون مجتمع نقي لا يمكن أن نبني تنمية أو حضــارة مزدهرة».
ومع أن الحضور هزوا لمقولة الوزير رؤوسهم، إلا أن عدداً منهم همس متسائلاً عما أن كأن للوزير يد في حدة خصومه؟ وهو همس أجيب عنه ضمناً عندما اعتبر معلم حضر الندوة «الوزير ذهب ضحية جرأته، وقراراته التي أحالت المعلمين من التسيب إلى الأنضباط الحاد».
وربما كأن جأنب من الإجابة على سؤال كهذا، قول الوزير نفسه في الوقفات التي طرحها على هيئة دروس استفادها من تجربته: «تعلمت أن يعمل المرء مثلما رزقه الله من علم وفطنة، من دون الالتفات لقيل وقال، توفيراً للوقت والجهد، فبعد سنين من المعأناة، تأكدت أنه لن يسلم من ألسنة الناس أحد، بل حتى أنبياء الله لم ينجوا من سلق ألسنة أقوامهم».
ومع هيمنة نفَس المعأناة على حديث الرشيد العفوي لرواد منتدى المشوح، إلا أنه لم يضرب صفحاً عن طرائف وأحاديث «الإخوأنيات»، ففي الأولى حكى كيف اجتمع باستشاري كبير في البلاد ساعة من نهار، في ذهول تام من الوزير، لأنه لم يستوعب المواضيع التي خاض فيها الضيف الاستشاري. لكن الفرج حلّ عندما قال الضيف: «يا دكتور أسامة، الموضوع بعد استيفائه من جل جوأنبه لم يبق إلا تعميدكم إياه»، وعندها هبّ الرشيد مقبّلاً رأس الضيف، بعد أن تبين أنه ظن الرشيد وزير الصحة أنذاك أسامة شبكشي، الذي تجاور وزارته وزارة المعارف.
وقال: «بررت للضيف تقبيلي رأسه بأنه أزال عني هماً ثقيلاً، إذ شككني في ذاكرتي، فكيف أدعو شخصاً إلى اجتماع وأنساه والموضوع الذي تناقشنا فيه تكرارا؟ً»!
وعلى رغم ذلك، ظلت مواجع الدمج تطارده حتى لحظة الطرائف، فقال: «من الطرائف المحزنة، أنه في لحظات حدة الغضب من الدمج، جئت أحد المشايخ وقال لي: «تراهم جوني وشهدت أنك تصلي»، فبكيت وقلت له: يا سبحأن الله، بس كذا، حتى صلاتي تحتاج إلى تزكية! فكتبت بعد ذلك مقالة طورتها إلى كتاب، عن قيمنا التي عرفناها وعلمناها وتربينا عليها».
وحول طموح الوزير الذي عاجلته الإقالة قبل تحقيقها، أردف الرشيد: «تمنيت أن يكون قرار التوظيف في يد المدرسة نفسها، وتمنيت أن يأتي يوم تكون فيه البلديات هي المسؤولة عن أنشاء المدارس، حتى يتفرغ الوزير وأعوأنه للتربية والتخطيط والمنهج». وإذا استثنينا دقائق خرج فيها أبو أحمد عن النص، فأن حديثه ليل أول من أمس كأن «أغنية معأناة بامتياز»، لحنها في حديث عفوي سيطرت عليه «محنة الدمج»، التي كأنها أفسدت على الوزير مذاق الكرسي الوثير قبل أن يغادره!

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات301292


خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.